يعرف الإسهال على أنه الحال التي يصبح فيها البراز (الغائط أو الخروج) سائلا ً أو رخوا ً ومتكررا ً, وغالبا ً ما يتغير لونه وتكون له رائحة كريهة. أما "الدوسنتاريا" (الدوسنتاريا أو الديزنتاريا، أو السنطاريا أو الزحار أو التقريطة) فهي الإسهال إذا كان في البراز مخاط ودم.
ويمكن أن يكون الإسهال بسيطا ً أو شديدا ً, ً وقد يكون حادا ً (مفاجئا ً وشديدا ً) أو مزمنا ً (يمتد على أيام عديدة). ويكون الإسهال أكثر شيوعا ً عند الأطفال الصغار وبخاصة المصابين منهم بسوء التغذية، ويكون خطره أشد عليهم.
توجد عدة أسباب للإسهال. وفي أغلب الحالات، لا حاجة لإعطاء الأدوية إذ يتعافى الطفل خلال بضعة أيام إذا أعطي "محلول معالجة الجفاف" والطعام (حتى لو كان لا يأكل كفاية، ينبغي المثابرة على إعطاء الطفل القليل من الطعام عدة مرات في اليوم). وفي بعض الحالات قد يحتاج الطفل إلى عناية خاصة. والقاعدة ان معظم حالات الإسهال يمكن معالجتها بنجاح في المنزل حتى ولو كنا غير متأكدين من سببها أو أسباب حدوثها.
أسباب الإسهال الرئيسية:
- سوء التغذية (ص 154): يضعف الطفل ويجعله عرضة للإسهال الناتج عن أسباب مختلفة، ويجعل الإسهال أكثر شيوعا ً وخطورة.
- قلة المياه وانعدام الظروف الصحية (عدم وجود مراحيض) يساعدان في نشر الجراثيم التي تسبب الإسهال.
- الإصابة بالفيروس أو الانفلونزا المعوية.
- الالتهاب في الأمعاء بسبب البكتيريا (ص 131)، الأميبا (ص 144)، أو الجياردا (ص 145).
- التهابات الديدان (ص 140 - 144) إلا أن معظم أنواع الديدان لا يسبب إسهالا ً.
- الالتهابات خارج الأمعاء (التهاب الأذن،ص 309, والحصبة ص 311, والتهابات الجهاز البولي ص 234 والتهاب الحلق ص 209).
- الملاريا الخبيثة (نوع القلسيبارم في بعض نواحي أفريقيا وآسيا والمحيط الهادي ص 186).
- التسمم بالطعام الفاسد (ص 135).
- الإيدز أو السيدا (وقد يكون الإسهال المزمن إحدى العلامات المبكرة للإيدز ص 399).
- عدم القدرة على هضم اللبن / الحليب (خصوصا ً عند الطفل المصاب بسوء التغذية الشديد وعند بعض البالغين).
- الصعوبة في هضم الطعام الذي يتناوله الطفل في أول مرة (ص 154).
- الحساسية ضد بعض أنواع الأطعمة (كالحيوانات البحرية وغيرها ص 166)، وفي بعض الحالات يعاني الطفل حساسية للبن / حليب البقر أو غيره من أنواع اللبن / الحليب.
- المضاعفات الجانبية الناتجة عن بعض الأدوية مثل الأمبسلين والتيتراسيكلين (ص 58).
- الملينات والمسهلات والنباتات السامة وبعض السموم.
- كثرة أكل الفاكهة غير الناضجة أو أكل طعام دهني ثقيل.
الوقاية من الإسهال:
هناك أسباب عدة للإسهال, من أهمها الالتهابات وسوء التغذية . يمكن منع معظم أنواع الإسهال بالحفاظ على النظافة والطعام المغذي. كما أن المعالجة السليمة للإسهال عن طريق الإكثار من السوائل والطعام تخفف عدد وفيات الأطفال.
إن الأطفال الذين لا يتغذون تغذية جيدة يصابون بالإسهال ويموتون بسببه أكثر من الأطفال الذين يتغذون تغذية جيدة. ولكن الإسهال ذاته يمكن أن يسبب سوء تغذية أو أنه قد يزيد من سوء التغذية الموجود قبل الإسهال.
سوء التغذية يسبب الإسهال والإسهال يسبب سوء التغذية
وتكون النتيجة الدخول في حلقة مفرغة، أو دوامة لا تنتهي: حال تنتج عن حال وتزيدها سوءا ً. ولذلك، فإن الغذاء الجيد مهم لمنع الإسهال ومعالجته.
امنعوا الإسهال من خلال منع سوء التغذية وامنعوا سوء التغذية من خلال منع الإسهال.
في الفصل 11 نتعلم أصناف الطعام المختلفة التي تساعد الجسم على مقاومة الأمراض المختلفة ومحاربتها، ومنها الإسهال.
يعتمد منع الإسهال على الغذاء الجيد وعلى النظافة معا ً. ستجد في الفصل 12 نصائح حول النظافة لشخصية والنظافة العامة، ومنها استعمال المرحاض وأهمية ماء الشرب النظيف، والمحافظة على نظافة الأكل من الأوساخ والذباب.
في ما يلي بعض الاقتراحات المهمة للوقاية من الإسهال عند الأطفال:
- إن لبن الأم أفضل من زجاجة الإرضاع: نعطي الطفل حليب / لبن أمه فقط وذلك حتى الشهر الرابع إلى السادس لأنه يساعد الطفل على مقاومة أسباب الإسهال. أما إذا كان من غير الممكن أن يرضع الطفل في هذا العمر فلا تستعملي زجاجة الإرضاع, بل حاولي أن تعطيه اللبن / الحليب من الكوب بالملعقة. لأن الحفاظ على زجاجة الإرضاع نظيفة ليس سهلا ً, مما قد يسبب الإصابة بالإسهال
- عندما تبدأين بإعطاء الطفل غذاء جديدا ً أو جامدا ً, ابدئي بكمية قليلة بعد سحقها جيدا ً (ويمكنك خلطها مع شيء من لبن /حليب الأم) لأنه يكون على معدة الطفل أن تتعلم هضم الطعام الجديد. إن إعطاء الطفل كمية كبيرة دفعة واحدة قد يسبب الإسهال. لا توقفي إرضاعه من صدرك فجأة، بل افطمي طفلك تدريجا ً مع إعطائه أطعمة أخرى. وهو ما يزال يرضع لبنك / حليبك.
- حافظي على نظافة الطفل, وضعيه في مكان نظيف, وحاولي منعه من وضع أشياء وسخة في فمه.
- لا تعطي الطفل دواء غير ضروري.
معالجة الإسهال:
معظم حالات الإسهال لا يتطلب أي دواء. حين يكون الإسهال شديدا ً فالخطر الكبير هو الجفاف. أما إذا استمر الإسهال لمدة طويلة فالخطر هو سوء التغذية. لذلك فإن أهم جانب من العلاج هو تناول الكمية الكافية من السوائل والطعام الجيد. انتبهوا لهذين الأمرين في جميع حالات الإسهال:
1- منع الجفاف أو وقفه: المصاب بالإسهال المائي يجب أن يتناول كمية كبيرة من السوائل. وإذا ظهرت علامات الجفاف في الإسهال الشديد فيجب أن نعطي المصاب محلول معالجة الجفاف (ص 152) حتى لو لم يكن يرغب في تناوله. دعيه يتناول القليل من الشراب بشكل متكرر كل بضعة دقائق.
2- تناول الغذاء اللازم: المصاب بالإسهال ينبغي أن يتناول الطعام حالما يستطيع ذلك وهذا ضروري خصوصا ً بالنسبة للأطفال والأشخاص الذين يعانون سوء التغذية. عند الشخص المصاب بالإسهال يمر الطعام بالأمعاء بسرعة كما لا يتم هضمه كما عند الشخص السليم. لذا شجعوا المصاب بالإسهال على الأكل عدة مرات في اليوم. خصوصا ً إذا كان أكل القليل في كل مرة.
- الطفل المصاب بالإسهال يجب أن يستمر في رضاعة لبن / حليب أمه.
- إذا كان وزن الطفل المصاب بالإسهال دون المعدل الطبيعي فعليكم الإكثار من تقديم الطعام الغني بالطاقة والمأكولات التي تبني الجسم (البروتينات ) طوال مدة إصابته بالإسهال - والإكثار مما يأكله الطفل عادة بعد شفائه. وإذا رفض الأكل بسبب شدة المرض أو التقيؤ, نقدم له الطعام ثانية حالما يتحسن بعض الشيء. إن محلول معالجة الجفاف يساعد في إعادة شهية الطفل على الأكل. وعلى الرغم من أن الطعام قد يزيد من عدد مرات التغوط بادئ الأمر إلا أنه قد ينقذ حياة المصاب.
- وإذا كان وزن الطفل دون المعدل الطبيعي وطالت فترة الإسهال فتعدت بضعة أيام، أو تكرر الإسهال مرة بعد أخرى: نقدم له المزيد من الطعام في عدد من الوجبات أكثر من عدد الوجبات المعتاد. بحيث لا يقل عن 5 إلى 9 وجبات يوميا ً. غالبا ً ما لا يحتاج إلى علاجات أخرى.
إن على الشخص الذي يتقيأ أو لا يشعر بقابلية للأكل, أو يشرب:
- الزهورات والأعشاب المفيدة (مثل النعناع والتبلدي)
- ماء الأرز (مع شيء من الأرز المسحوق)
- المرق أو العصيدة السائلة (من الارزأوالذرة أو البطاطس)
- مرق الدجاج واللحم والحبوب
- الشراب على أنواعه
- محلول معالجة الجفاف
- لبن / حليب الأم (للرضع)
أطعمة المصاب بالإسهال:
عندما يصبح في مقدور الشخص تناول الطعام نضيف إلى لائحة السوائل السابقة طعاما ً متوازنا ً يحتوي على ما يلي أو ما يوازيه:
طعام الطاقة:
- موز ناضج أومطبوخ
- بسكويت ناشف
- الأرز, الشوفان أو حبوب أخرى مطبوخة جيدا ً
- الذرة والكسرى (مطبوخة ومهروسة)
- البطاطس (البطاطا)
- شراب التفاح المطبوخ
- الحبوب والبقول على أنواعها (مطبوخة أو مسحوقة)
ويفيد إضافة شيء من السكر أو الزيت النباتي أطعمة المكونة من الحبوب.
طعام لبناء الجسم
- الدجاج / الفراخ (مقلي أو مشوي)
- البيض (المسلوق)
- اللحم المطبوخ جيدا ً (من دون دهون)
- البازيلا (المسلة) أوالفاصوليا أوالعدس (المطبوخة والمسحوقة جيدا ً)
- السمك (المطبوخ جيدا ً)
- اللبن / الحليب (وقد يسبب بعض المشكلات أحيانا ً / أنظر الصفحة التالية)
يجب ألا يأكل أو يشرب:
الأطعمة الدهنية معظم أنواع الفاكهة الطازجة.
أي نوع من الملينات أو المسهلات أو الشربة
الأطعمة الغنية بالبهارات المشروبات الكحولية
الإسهال واللبن / الحليب:
إن لبن / حليب الأم هو أفضل غذاء للطفل. وهو يحمي من الإصابة بالإسهال ويحاربه. استمري في إرضاع طفلك عند إصابته بالإسهال.
إن لبن / حليب البقرة (أو الماعز أو الناقة) واللبن / الحليب المجفف أو المعلب مصادر مفيدة في تأمين الطاقة والبروتينات. واصلي إعطاءه هذه المصادر من اللبن / الحليب عند إصابته بالإسهال إذا كان اللبن / الحليب هو الغذاء الأساسي للطفل، وقد تسبب أنواع اللبن / الحليب هذه المزيد من الإسهال عند بعض الأطفال.
تذكير: يحتاج الطفل السيء التغذية والمصاب بالإسهال إلى الكمية الكافية من أطعمة الطاقة والبروتين. إذا قلت كمية اللبن / الحليب المقدمة إليه، فيجب أن نزيد كمية الأطعمة المطبوخة جيدا ً والمهروسة مثل الحبوب والبقول, الدجاج وصفار البيض واللحوم والأسماك. يسهل هضم الحبوب عند تقشيرها وطهيها وهرسها جيدا ً.
ومع تحسن حال الطفل, يمكنه أن يشرب المزيد من اللبن / الحليب من دون أن يصيبه إسهال.
أدوية الإسهال:
لا حاجة للدواء في معظم حالات الإسهال، ولكن بعض حالات الإسهال الشديد يستوجب المناسب. أكثر الأدوية التي ينتشر استعمالها ضد الإسهال لا تفيد، بل إن بعضها قد يضر.
عموما ً: من الأفضل عدم استعمال الأدوية التالية في معالجة الإسهال
أدوية الإسهال التي تحتوي على مادتي الكاولين والبكتين (مثل: "الكاوبكتيت"، ص 384): تجعل الإسهال يبدو أكثر تماسكا ً وأخف, ولكنها لا تمنع فقدان السوائل من الجسم ولا تصحح الجفاف ولا تقضي على الالتهاب. وبعض الأدوية الأخرى المضادة للإسهال، مثل اللوبرامايد (ومن أسمائه التجارية الإيموديوم) و"الدايفينوكسيلات" ("اللوموتيل") قد تشكل خطرا ً وقد تجعل الالتهاب يدوم فترة أطول لأنها تشل حركة الأمعاء. واللوموتيل خطر بشكل خاص إذا تم تناوله في جرعات كبيرة لأنه يمكن أن يؤدي إلى شلل التنفس والوفاة وكذلك لا تستعملوا الانتروفورم (ص 370).
الأدوية المضادة للإسهال تفعل فعل السدادة, فهي تبقي في الجسم تلك المواد التي كان يجب أن تخرج من الجسم
- تجنبوا استعمال الأدوية المضادة للإسهال التي تحتوي على النيوميسين أوالستربتوميسين لأنها قد تؤذي لجدار الداخلي للأمعاء (الغشاء).
- المضادات الحيوية مثل الأمبسيلين أوالتتراسيكلين قد تفيد في بعض الحالات من الإسهال وذلك بحال الاشتباه بالعدوى البكتيرية (إسهال مع حرارة، أنظر ص 158). هذه الأدوية نفسها قد تسبب الإسهال، وخصوصا ً عند الأطفال. فإذا جرى استعمال المضادات الحيوية لأكثر من يومين أو 3 أيام ولاحظتم أن الإسهال يشتد فيجب التوقف عن استعمالها لأنها قد تكون هي سبب الإسهال.
- استعمال الكلورامفينيكول فيه أخطارمعينة (انظرص 257). يجب عدم استعماله مطلقا ً في حالات الإسهال الخفيف أو لمعالجة الإسهال عند الأطفال الأصغر من شهر واحد.
- يجب عدم استعمال الملينات والحقن الشرجية (الشربة) لأنها تزيد الإسهال سوءا ً كما تزيد خطر الجفاف.
معالجات خاصة لأنواع الإسهال المختلفة:
ئعالج معظم حالات الإسهال عن طريق الإكثار من شرب السوائل والتغذية ولا حاجة للدواء. لكن بعض الحالات يتطلب عناية خاصة.
عند اختيار طريقة المعالجة، من المفيد أن نتذكر أن العدوى خارج الأمعاء قد تسبب الإسهال وخاصة عند الأطفال الصغار والرضع. ابحثوا دائما ً عن احتمال وجود التهاب الأذن أو التهاب الحلق أو التهابات الجهاز البولي. إذا ظهرت علامات الالتهاب فيجب معالجته. ابحثوا أيضا ً عن دلائل الحصبة فقد تكون هي سبب الإسهال .
أما إذا كان الطفل مصابا ً بالإسهال الخفيف وظهرت عليه علامات الزكام (الرشح) فالإسهال في هذه الحالة سببه فيروس ما أو فيروس معوي, في الغالب. وفي هذه الحالة لا حاجة لدواء خاص. يكفي إعطاء الطفل مزيدا ً من السوائل والأكل الذي يتقبله.
في بعض حالات الإسهال الصعبة يكون من الضروري إجراء بعض التحاليل. ومنها فحص البراز. لمعرفة العلاج الأصح. وغالبا ً ما نتعلم السبب عن طريق طرح أسئلة معينة ومراقبة البراز والبحث عن أعراض خاصة.
هنا بعض الإرشادات لمعالجة الإسهال بحسب علاماته:
1- إسهال مفاجئ بسيط وغير مصحوب بالحرارة (معدة مضطربة؟ "فيروس معوي"؟):
- أكثروا من شرب السوائل. لا ضرورة لعلاج خاص في العادة. من الأفضل عدم اللجوء إلى الأدوية التي تفعل فعل السدادة مثل الكاولين والبكتين (الكاوبكتيت ص 384) أو الدايفينوكسيلات (اللوموتيل) أو اللوبرامايد (الإيموديوم). هذه الأدوية لا تفيد ولا تشفي من الالتهاب ولا تصلح من أمر الجفاف - لذا لا تضيعوا مالكم على شرائها. لا تعطوا مثل هذه الأدوية أبدا ً إلى شخص مريض جدا ً أو إلى الأطفال الصغار.
2- إسهال مع تقيؤ (طرش) (أسباب عدة):
- إذا رافق الإسهال تقيؤ فإن خطر الجفاف يزداد، خصوصا ً عند الأطفال. لذلك يصبح من المهم جدا ً استعمال محلول معالجة الجفاف والشاي والأعشاب الطبية أو أي سائل آخر يتقبله المصاب. استمروا في إعطائه الشراب وحتى لو تقيأه، لأن بعض الشراب سيبقى في جسمه. أعطوه جرعات أو رشفات من السوائل كل 5 إلى 10 دقائق. وإذا طالت فترة التقيؤ، يمكنكم استخدام أدوية مثل البروميثازين أو الفينوباربتال.
- إذا فشل التحكم بالتقيؤ أو إذا ازدادت حدة الجفاف فيجب طلب المساعدة الطبية فورا ً.
3- إسهل مع مخاط ودم: غالبا ً يكون هذا الإسهال مزمنا ً (أي يكون قد حدث أكثر من مرة في الماضي). ولا يصحبه ارتفاع في الحرارة. وقد يظهر الإسهال لبضعة أيام يليه إمساك لأيام أخرى. وغالبا ً ما يكون سببه الدوسنتاريا الأميبية .
- استخدموا الميترونيدازول (ص 369) أو فيورويت الدايلوكسانايد (ص 369) حسب الجرعات الموصى بها. اطلبوا المساعدة الطبية إذا استمر الإسهال بعد المعالجة.
4- إسهال حاد مع دم وإرتفاع الحرارة (دوسنتاريا بكتيرية. سببها الشيغلات المعوية):
- استخدموا الكوتريموكسازول (ص 358) أو الأمبسلين (ص 353). وغالبا ً ما تقاوم الشيغلات اليوم الأمبسلين وأحيانا ً الكوتريموكسازول. فإذا لم تتحسن أعراض المرض بعد يومين من استخدام أحد هذين الدواءين نلجأ الى الدواء الآخر أو نطلب المساعدة الطبية.
5- إسهال حاد مع إرتفاع الحرارة، ه ن دون وجود دم في معظم الأحيان:
- قد يسبب الجفاف ارتفاع الحرارة بصورة جزئية. نكثر من إعطاء محلول الجاف (ص 152). وإذا كان الشخص مريضا ً جدا ً ولم يظهر عليه التحسن بعد 6 ساعات من إعطائه محلول معالجة الجفاف نطلب المساعدة الطبية.
- نراقب علامات حمى التيفوئيد، فإذا ظهرت نعالجها كما نعالج التيفوئيد (ص 188).
- في المناطق التي تنتشر فيها الملاريا الخبيثة (من نوع "الفالسيبارم") من الحكمة معالجة المصاب بالإسهال مع ارتفاع في الحرارة بالأدوية الخاصة بالملاريا (ص 187)، وخصوصا ً إذا وجد تضخم في طحاله.
6- إسهال أصفر مع وائحة كريهة وفقاقيع أو رغوة ولكن من دون دم أومخاط، وغالبا ً ما تكثر الغازات (الريح) في الأمعاء ويكون طعم التجشؤ كريها ً وشبيها ً بطعم الكبريت. (هل السبب الجياردا؟ انظر ص 145).
- قد يكون سبب هذا الإسهال طفيليات مجهرية اسمها الجياردا أو ربما يسببها سوء التغذية. في كلتا الحالتين فإن العلاج هو الإكثار من السوائل والطعام المغذي والراحة. لمعالجة حالات الجياردا الشديدة عليكم باستعمال المترونيدازول . ويمكن استخدام الكويناكرين (الأتابرين) وثمنه أقل إلا أن له تفاعلات جانبية أكثر.
7- الإسهال المزمن (الإسهال الذي يدوم طولا ً أو بتكرر كل فترة):
- سبب هذا الإسهال في أغاب الأحيان هو سوء التغذية، أوالتهاب مزمن قد يكون سببه الأميبا أو الجياردا. احرصوا على أن يتناول الطفل طعاما ًً مغذيا ً مرات أكثر كل يوم . أما إذا استمر الإسهال فاطلبوا المساعدة الطبية.
8- إسهال شبيه بماء الأرز(هل هو كوليرا؟):
- البراز السائل الذي يشبه "ماء الأرز" قد يكون علامة على وجود الكوليرا. والكوليرا وبائية في العادة (أي أنها تصيب الكثير من الناس فورا ً)، وتكون أشد حدة لدى الأطفال الكبار والبالغين. وقد يحدث الجفاف الشديد بسرعة وخاصة إذا رافق الحالة تقيؤ (طرش). عليكم بمعالجة الجفاف بشكل متواصل (ص 152). واستخدموا التتراسيكلين (ص 356)، أو الكوتريمكسازول أو الكلورامفينيكول. ويجب إبلاغ السلطات المختصة فورا ً بوجود أي إصابة بالكوليرا. اطلبوا المساعدة الطبية.
يمكن صناعة سريرخاص "سريرالكوليرا" للاشخاص المصابين بالإسم بالإسهال الشديد كي نراقب كمية السائل التي يخسرها الجسم ونتأكد من تناوله الكمية من محلول الجفاف تفوق كمية السائل التي يخسرها. ناولوا السخص محلول الجفاف بشكل مستمر وشجعوه بشكل مستمر على أن يشرب أكبر كمية يستطيعها.
رعاية الأطفال المصابين بالإسهال
يكون الإسهال خطرا ً عندما يصيب الأطفال أو الرضع خصوصا ً لا تستدعي الحاجة استعمال الدواء عادة, ولكن لا بد من عناية خاصة بسبب خطر الجفاف.
- استمري في إرضاع طفلك وناوليه رشفات من محلول معالجة الجفاف.
- وإذا شكل التقيؤ (الطرش) مشكلة, فداومي على إرضاع طفلك عدة مرات مع إعطائه كمية قليلة من لبنك / حليبك كل مرة، وناوليه محلول معالجة الجفاف في جرعات أو رشفات صغيرة مرة كل 5 - 10 دقائق .
- في حال عدم توفر لبن الأم حاولي إعطاء الطفل لبنا ً / حليبا ً آخر أو بدائله (مثل الحليب المصنوع من حبوب الصويا) ممزوجا ً مع كمية مماثلة من الماء المغلي. وإذا بدا لك بأن اللبن / الحليب يزيد من الإسهال. فناولي الطفل مصادر أخرى من البروتين (مثل الدجاج المهروس والحبوب المقشرة والمطبوخة والبيض واللحم والسكر والأرز المطبوخ جيدا ً أو أي نوع من النشويات مع الماء المغلي).
- إذا لم يكن الطفل قد تجاوز الشهر الواحد من عمره، فيجب استشارة الطبيب أو العامل الصحي قبل إعطائه أي دواء. فإذا كان الطفل مريضا ً جداً ولم تجدي طبيبا ً أو عاملا ً صحيا ً فاعطيه شراب الأمبسلين في جرعات مقدار كل منها نصف ملعقة شاي, وذلك 4 مرات يوميا ً (انظري ص 353). من الأفضل عدم استعمال أي مضادات حيوية أخرى.
حالات الإسهال التي تستوجب طلب المساعدة الطبية
قد يشكل كل من الإسهال والدوسنتارما خطرا ً على الحياة خاصة عند الأطفال الصغار.
عليك في الحالات التالية طلب المساعدة الطبية:
- إذا استمر الإسهال أكثر من 4 أيام من دون تحسن، أو إذا استمر أكثر من يوم واحد عند الطفل الصغير والمصاب بغسهال شديد.
- إذا أصاب الشخص الجفاف وابتدأت حالته تسوء رغم بدء معالجته بمحلول الجفاف.
- إذا تقيأ الطفل كل ما يشربه أو إذا لم يستطع أن يشرب شيئا ً. أو إذا استمر التقيؤ المتكرر أكثر من 3 ساعات بعد بدء استعمال محلول معالجة الجفاف.
- إذا أصيب الطفل بنوبات من التشنج والهزات أو إذا انتفخ وجهه وقدماه.
- إذا كان الشخص مريضا ً جدا ً أو ضعيفا ً أو مصابا ً بسوء التغذية قبل بدء الإسهال عنده (خصوصا ً الأطفال والكبار في السن).
- إذا وجد دم كثير في البراز فقد يكون هذا علامة خطر حتى ولو كان الإسهال بسيطا ً.