صدر حديثاً للشاعر والباحث الكويتي إبراهيم حامد الخالدي كتابان في تاريخ الشعر النبطي وفي ماضي الكويت، وهما بذلك يحملان الترتيب 19 و20 من قائمة الكتب والدواوين التي أصدرها منذ صدور مجموعته الشعرية الأولى قبل 16 عاماً.
«تاريخ الشعر النبطي» عنوان الكتاب الأول الصادر عن «دار جداول للنشر» في بيروت، وهو عبارة عن مدوّنة زمنية لأهم أحداث الشعر النبطي في ألف عام (1000 – 2011م)، وجاء في 384 صفحة من القطع العادي.
ذكر المؤلّف أن كتابه هذا محاولة لاستبيان التسلسل الزمني لحوادث الشعر النبطي وتطوراته، وتزويد المكتبة العربية بمدونة زمنية (حولية) لأهم هذه الأحداث مرتبةً حسب السنوات الميلادية، هادفاً من ذلك إلى ربط تاريخ الشعر النبطي بسياق زمني واضح، وتبيان التراتب الزمني لأحداثه ورموزه وصولاً إلى رسم خارطة زمنية واضحة له.
أما الأسباب التي دعته إلى تأليف هذا الكتاب، فقد أوضحها المؤلف في مقدّمة كتابه، ولعلّ أهمها الإحساس بذلك الانسياح الزمني الحاصل في أذهان مهتمّين كثر بالشعر النبطي ناهيك بالقراء العاديين حول أحداث هذا الشعر وأعلامه، فما أسهل أن يقول لك أحدهم عن شاعر توفّي قبل 60 عاماً مثلاً أنه عاش منذ ثلاثمائة سنة، إضافة إلى أن معرفة التسلسل الزمني لحوادث الشعر النبطي ورموزه تساعد في فهم مسائل كثيرة متعلّقة بالقصائد النبطية المختلف في نسبتها، وتوضيح الأسبقية التاريخية لهذا الشاعر أو ذاك، وهذا الحدث أو ذاك، إضافة إلى توضيح التسلسل التاريخي لتطوّر القصيدة النبطية منذ نشأتها حتى يومنا، ما يشكّل قاعدة معرفيّة ضرورية لكل مهتم بالشعر النبطي.
بنو هلال
الخبر الأول في الكتاب حسب التسلسل الزمني دخول قبائل بني هلال إلى تونس سنة 443هـ (1051م) في ما عُرف بالتغريبة الهلالية، والتي صيغت منها سيرة شعبية تعدّ قصائدها الانطلاقة الواضحة لما عُرف في ما بعد بالشعر النبطي. بينما الخبر الأخير في الكتاب هو وفاة الأديب السعودي عبد الله بن محمد بن خميس في 18 مايو (أيار) عام 2011، وبين هذين الخبرين يجول بنا الكتاب في سلسلة طويلة من أحداث متلاحقة.
وقد زُوِّد الكتاب بعدد كبير من صور ووثائق لعدد مهم من مخطوطات شعرية وكتب ومجلات، وشخصيات خدمت الشعر النبطي من باحثين ومستشرقين وشعراء، بالإضافة إلى فهرس مفصّل للأعلام والمراجع والمحتويات.
ماضي الوطن
كتاب الخالدي الثاني صدر في الكويت (نشر شخصي)، وجاء في 400 صفحة من القطع العادي بعنوان «دخلنا بلداً يقال لها الكويت»، وبعنوان تعريفي هو أن الكتاب عبارة عن «سياحة تاريخية وجغرافية وأدبية في ماضي الوطن».
حول عنوان الكتاب غير المألوف، ذكر الخالدي في المقدمة أنه قبل ثلاثة قرون كتب حاج دمشقي جال بين فيافي الجزيرة العربية وحواضرها، ومرّ بالكويت فقرة بدأت بهذه الجملة: «دخلنا بلداً يقال لها الكويت»، فافتتح بذلك من دون أن يدري سيل الحبر الذي تدفّق للحديث عن هذه البلاد، وبهذه العبارة دارت سجلات التاريخ منذ ذلك اليوم.
كتب ذلك الحاج، واسمه مرتضى بن علوان، فقرة تعد أول إشارة مكتوبة إلى هذا البلد الذي صار مع الأيام وطناً جميلاً نفخر بالانتماء إليه… أحياء فوق ترابه، وأمواتاً تحت ثراه.
وأشار المؤلف إلى أنه عندما جمع موضوعات هذا الكتاب احتار في تسمية العقد الذي يجمعها، والكتاب الذي يضمّها، فكان مسمى «حكايات على سيف الكويت» هو الغالب على رأيه، لكنه في النهاية وجد أن تلك الجملة الرائدة «دخلنا بلداً يقال لها الكويت» تستحق منه أن يعنون بها هذا الكتاب، بل «إنني قررت أن أترك لابن علوان أن يخطّها بيده على غلاف الكتاب مستنسخاً العبارة كما جاءت في مخطوطته».
وهذا الكتاب جهد سنوات كان فيها تاريخ الكويت، وتراثه الأدبي والشعبي، ورجالاته وشخصياته مداراً لجانب مهم من اهتمامات المؤلف الكتابية والبحثية والصحافية، فكانت هذه الموضوعات التي أراد من خلالها إضاءة تجلّيات متعدّدة لهذا الجانب، وقد قسّمه إلى أربعة فصول حسب نوعيّتها.